الأربعاء , 2 أبريل 2025
شبوة_حرة| خاص
الجمعة 11 أكتوبر 2024
كتب علي خالد
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011، واجهت العديد من الأحزاب السياسية الإسلامية تحديات كبيرة على مستوى الشرعية والدور السياسي في العالم العربي، وفي اليمن، لعب “الإخوان المسلمون” المتمثلون في حزب الإصلاح دوراً بارزاً في اثناء تلك الفترة.
لكن الحرب التي اندلعت في العام 2015 كانت نقطة تحول حاسمة، حيث تم تقليص تأثير الحزب بشكل كبير، وبعد سنوات من الانقسام والتهميش، يحاول حزب الإصلاح اليوم إعادة تموضعه في المشهد السياسي اليمني، خاصة في الجنوب، وتحديداً في حضرموت، بعد كسر مشروعه في محافظة شبوة، تحت مسميات جديدة محلية تخفي علاقتها بالتنظيم الدولي المصنف إرهابياً.
حزب الإصلاح وثورات الربيع العربي
كان حزب الإصلاح، الجناح السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، من أبرز المستفيدين من ثورات الربيع العربي، حيث دعم الثوار وسعى لتحقيق مكاسب سياسية في اثناء المرحلة الانتقالية التي تلت الإطاحة بنظام علي عبد الله صالح.
ومع ذلك، فإن الحرب التي اندلعت عام 2015 غيرت المشهد، حيث وجد الحزب نفسه في مواجهة مباشرة مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، وتعرض لاتهامات بالتحالف مع جماعات متطرفة، ما أدى إلى تراجع نفوذه بشكل ملحوظ على المستويين السياسي والعسكري.
تأثير حرب العام 2015 على حزب الإصلاح
كانت حرب العام 2015 نقطة تحول هامة في المشهد السياسي اليمني. فبعد أن دخلت التحالفات الإقليمية والمحلية حلبة الصراع، تغيرت ديناميات القوة.
حزب الإصلاح، الذي كان يتمتع بنفوذ قوي في الشمال والجنوب، فقد الكثير من قوته بسبب مواقفه المتضاربة وتحالفاته المتعددة، بالإضافة إلى رفض القوى الجنوبية، وعلى رأسها “المجلس الانتقالي الجنوبي”، لأي وجود إخواني في الجنوب.
حضرموت: بوابة محاولات الإصلاح للعودة
منذ بدء الحرب، سعى حزب الإصلاح إلى إعادة تموضعه في الجنوب من بوابة حضرموت، المحافظة الاستراتيجية الغنية بالموارد الطبيعية والتي تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً في الجنوب، بعد فشله في محافظة شبوة المتاخمة.
وتكمن أهمية حضرموت في كونها بعيدة نسبياً عن مناطق الصراع المباشر، مما يتيح للإصلاح فرصة إعادة بناء قاعدته الشعبية عبر أساليب غير تقليدية، تتجنب ذكر الاسم المباشر للحزب أو علاقته بالإخوان المسلمين.
محاولة إعادة إنتاج الحزب تحت مسميات حضرمية
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تظهر مسميات حزبية جديدة في حضرموت تسعى لاستغلال الهوية المحلية بعيداً عن السمعة المرتبطة بالإخوان المسلمين.
حيث تسعى هذه الكيانات، التي تتبنى شعارات حضرمية وتروج لأهداف محلية، إلى جذب الدعم الشعبي عن طريق قضايا التنمية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية. رغم ذلك، يظل الإطار العام الذي تتبناه هذه الكيانات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقوى الإحتلال اليمنية، في محاولة لإعادة إنتاج حزب الإصلاح بواجهة جديدة.
المجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب
يعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي القوة الأكثر نفوذاً في الجنوب، بتفويض شعبي كاسح، ويعمل بجد للحفاظ على استقرار الجنوب، عبر عملياته العسكرية التي لاقت تأييداً ودعماً دولي وإقليمي ضد قوى الارهاب، تحركاته في الجانب السياسي للحث قضية شعب الجنوب وايصال صوته لصناع القرار العالمي.
حيث يرفض المجلس أي تدخل أو وجود لحزب الإصلاح أو أي تيارات مرتبطة بالإخوان المسلمين التنظيم المصنف إرهابياً، ويعتبرها امتداداً للأطراف التي تعرقل مساعي الجنوب نحو تحقيق هدفه الأسمى والمتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
ويعتبر حزب الإصلاح من أكثر القوى اليمنية المعادية لقضية شعب الجنوب، وسعى بكل الطرق الخبيثة والملتوية لإسكات صوت شعب الجنوب والقضاء على مشروعه العادل والقائم منذ العام 1994، بعد حرب ظالمة وغاشمة تعرض لها الجنوب وكان فيها حزب الاصلاح طرفاً رئيسياً في احتلال الجنوب ونهب ثرواته.
أخيراً مع التغير في السياسيات الدولية، والكشف عن بداية انتاج شرق أوسط جديد خالي من الجماعات المتأسلمة والمتاجرة بإسم الدين، فإن محاولات حزب الإصلاح الارهابي لإعادة انتاج نفسه في الجنوب، لم يعد قابلاً للتنفيذ، خصوصاً بعد تكشف أيديولوجيات هذا الحزب والتماهي الكبير مع القوى الارهابية المتمثلة بالحوثي والقاعدة، وهي قوى يعتبرها الجنوب وشعبه العدو الأول والوحيد الذي يهدد مستقبل الجنوب وقضيته.
وحتى إن كان الحزب يستند إلى بعض الشخصيات الجنوبية المنتميه له، فهذا لا يعني إغفال القاعدة الشعبية الساحقة في الجنوب، التي ترفض فكرة هذا الحزب الإرهابي من الأساس، وبوجود القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي بات الحضور الجنوبي اليوم اكثر قوة وتأثير وفاعلية على الأرض.
1 أبريل، 2025
31 مارس، 2025
31 مارس، 2025
28 مارس، 2025
28 مارس، 2025
28 مارس، 2025
20 مارس، 2025
19 مارس، 2025
19 مارس، 2025
18 مارس، 2025
17 مارس، 2025
16 مارس، 2025
15 مارس، 2025