السبت , 23 نوفمبر 2024
حذّر خبراء في مجال الجماعات المتطرفة من غياب أو ضعف الدور الإقليمي والدولي في جهود مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، ومخاطر ترك القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في مواجهة هذا التهديد الاستراتيجي العابر للحدود.
جاء ذلك في ندوة نقاش افتراضية نظمها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، السبت، على تطبيق “زووم” للاتصال المرئي بمشاركة المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية المقدم محمد النقيب، والباحث الأمريكي في شؤون الإرهاب ومنطقة الشرق الأوسط إدريان كالاميل، والخبير العسكري السعودي العميد حسن الشهري، والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حسام ردمان.
وناقشت الندوة التي استمرت أكثر من ساعة ونصف، وأدارها الباحث اليمني عزت مصطفى، تزايد الهجمات الإرهابية مؤخرًا في جنوب اليمن، وتقييم أسباب غياب الدورين الإقليمي والدولي لجهود مكافحة الإرهاب في الجنوب، والآليات والمعالجات المناسبة لتعزيز جهود الحرب على الإرهاب هناك.
تحالف استراتيجي
الخبير الأمريكي إدريان كالاميل قال إن مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن متحدة اليوم مع تنظيم القاعدة المتطرف ضد الجنوب والمجلس الانتقالي، منتقدًا عدم فهم الإدارة الأمريكية الحالية لهذا التهديد المشترك. ولفت الخبير إلى تأثير طهران على قادة الصف الأول من القاعدة مثل “سيف العدل” الذي يُعتقد أنه أقوى رجل في التنظيم اليوم.
وذهب الباحث اليمني حسام ردمان إلى وصف العلاقة بين الحوثيين والقاعدة بـ “التحالف الاستراتيجي”، وقال إن مصالح الحوثيين في ادَّعاء الحرب على “الإرهاب السني” انتهت ولم تعد موجودة كما كانت في 2015 عند اجتياح جنوب اليمن. مضيفًا: ” أزمات القاعدة الداخلية دفعت التنظيم إلى اتخاذ أعداء جدد في مقدمتهم الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي”.
وطالب المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية المقدم محمد النقيب بتزويد القوات الجنوبية بـ “الأسلحة النوعية” لمواجهة ما وصفها بـ “القدرات الاستراتيجية التي حصل عليها تنظيم القاعدة مؤخرًا مثل الطائرات المسيرة”. واتهم الضابط الجنوبي مليشيا الحوثيين بتزويد القاعدة بالمسيرات التي استخدمت لمرات عدة ضد القوات الجنوبية في محافظة شبوة خلال الأشهر الماضية.
وأعطى النقيب تحديثا لمجريات العمليات العسكرية والأمنية للقوات الجنوبية ضد تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة. وقال إن قواتهم حققت “انتصارات كبيرة” ضد التنظيم وأنهت وجوده ومعاقله خلال “عملية سهام الشرق” التي أطلقها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي قبل عام.
وجود سياسي
أعاد الخبير العسكري السعودي العميد حسن الشهري التذكير بالظروف التاريخية لظهور الجماعات المتطرفة في جنوب اليمن، لافتًا إلى الدور الذي لعبه “الأفغان العرب” في حرب 1994 بين جنوب اليمن وشمال اليمن، واستخدام الطرف الثاني للجهاديين العائدين من قتال السوفييت ضد عدن والجنوب.
وقال الشهري: “النظام اليمني السابق بقيادة علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وجماعة الإخوان المسلمين دعم ظهور التنظيمات الإرهابية في الجنوب لإيجاد مبررات للتصدي عسكريًا لمساعي فك الارتباط وإلغاء الوحدة واستعادة دولة الجنوب. الفكر الإرهابي دخيل على هذه المنطقة ووجوده في الجنوب بدأ بعد الوحدة مع نظام صنعاء”.
أسباب الغياب
وضع الخبراء الثلاثة تقييمات متباينة لأسباب غياب الدورين الإقليمي والدولي في الحرب على الإرهاب في جنوب اليمن، لكن “تبدل الأولويات” تصدر هذه التقييمات كسبب رئيسي.
بالنسبة للخبير الأمريكي إدريان كالاميل، أخفقت المخابرات الأمريكية فيما مضى بانتهاج سياسة الاستهداف عن بعد بالضربات الجوية لقادة القاعدة في اليمن. مضيفًا: “كانوا بحاجة إلى وجود أكبر على الأرض لمكافحة الإرهاب”. وخلال الأعوام الأخيرة، قال كالاميل إن تركيز الولايات المتحدة تحول باتجاه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على حساب الاهتمام بتنظيم القاعدة.
وأضاف: “الولايات المتحدة في عهد إدارة بايدن في حالة انسحاب مستمرة، وأوكرانيا حالياً تمثل اهتمامها الأكبر”.
ويرى الباحث حسام ردمان أن مستجدات جديدة على الساحة اليمنية والإقليمية والدولية أنتجت ضعف الدور الإقليمي والدولي في جهود مكافحة الإرهاب. مضيفًا: “الدور الإقليمي والدولي ضد الإرهاب في اليمن ليس غائبا لكنه قد يكون ليس كافيا. الولايات المتحدة والسعودية والإمارات مثلت ثالوث مكافحة الإرهاب في اليمن”.
وأرجع ردمان ضعف الدور الأمريكي في هذا الاتجاه إلى تبدل أولويات واهتمامات واشنطن، مضيفًا: “الاهتمام الأمريكي بمكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات طغى على الاهتمام في مكافحة الإرهاب. والسعودية ركزت اهتمامها مؤخرًا على الجانب السياسي في اليمن ووقف الهجمات ضدها، والتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، بينما تعتبر الإمارات رائدة اليوم”.
وأشار ردمان إلى الاتفاق الأخير على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الذي تضمن إعادة تفعيل مذكرة أمنية سابقة بين البلدين. وقال إن السعودية ربما تكون اليوم خارج دائرة أهداف تنظيم القاعدة نظرًا للتأثير الإيراني الكبير على نشاط التنظيم وعدم رغبة الجمهورية الإسلامية في تعكير تقدم علاقتها الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية.
وانتقد المتحدث باسم القوات الجنوبية محمد النقيب غياب الدور الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب في الجنوب. “قواتنا تتصدى وحيدة لهذه التنظيمات الإرهابية اليوم، ودولة الإمارات العربية المتحدة وحدها من قدمت لنا يد العون وقدمت المساعدة لنا في هذه الحرب المصيرية”.
وهاجم الخبير السعودي حسن الشهري الدول الغربية. وقال إنَّها تتعامل بازدواجية فيما يخص ملف الإرهاب حيث تحتضن من وصفهم بـ “رموز ومنظري الإرهاب من قادة الإخوان المسلمين”. وأكد الشهري على دور بلاده القديم والمتجدد في هذا المضمار، مضيفًا: “السعودية لديها إمكانات هائلة على المستويين العسكري والاستخباراتي لمجابهة هذا الخطر الداهم”.
آليات ومعالجات
دعا الخبير الأمريكي إدريان كالاميل الولايات المتحدة إلى التعامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي والشراكة معه في الحرب على الإرهاب في اليمن، وقال إن “هذا هو الخيار الوحيد المتوفر الآن أمام الإدارة الأمريكية”. وجدد الخبير التأكيد على ضرورة تعزيز التواجد الأمريكي على الأرض، وعدم التقليل من خطر تنظيم القاعدة.
وحذر كالاميل من تصاعد نشاط القاعدة وجماعات متطرفة أخرى كنتيجة طردية لحصول إيران على المليارات من الدولارات التي كانت مجمدة في العديد من البلدان مؤخرًا. مضيفًا: “إيران أصبحت ثرية بعد الإفراج عن أموالها المجمدة وهذا يعني مزيداً من الدعم للحوثيين ضد المجلس الانتقالي. التكنولوجيا العسكرية الإيرانية تنتقل إلى الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن”.
وبالنسبة للخبير حسام ردمان، “يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يواكب جهوده الأمنية بجهود سياسية لخلق إجماع حول ملف الإرهاب في اليمن”. مضيفًا: “أيضًا على مجلس القيادة الرئاسي إطلاق عملية وطنية شاملة بمشاركة قواته كافة ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة بشكل رئيسي، كما يجب على المجتمع الدولي الضغط على إيران التي تحرك الإرهاب وتدعمه اليوم”.
ومع ذلك، فإن المتحدث باسم القوات الجنوبية لا يرى في الأطراف المحلية الأخرى الثقة للشراكة معها في الحرب على الإرهاب، لافتًا إلى وجود عناصر من تنظيم القاعدة في صفوف القوات الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي، وبالأخص المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.
#شبوة_حرة
21 نوفمبر، 2024
21 نوفمبر، 2024
21 نوفمبر، 2024
21 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
19 نوفمبر، 2024
18 نوفمبر، 2024
18 نوفمبر، 2024