الجمعة , 13 يونيو 2025
شبوة_حرة
الخميس 12 يونيو 2025
في زمن تتعدد فيه أدوات الاستهداف، وتتنوع فيه أساليب الحروب، لم يعد الرصاص وحده هو التهديد، بل باتت الشائعة والخطاب التحريضي أحيانًا أشد فتكًا من الطلقة. وفي ظل هذا الواقع المعقد، تبرز المؤسسة الأمنية الجنوبية كجدار الصد الأول، وخط الدفاع الذي لا يمكن التفريط به.
لقد شكّلت القوات الأمنية والعسكرية الجنوبية على مدى السنوات الماضية، حجر الزاوية في عملية تثبيت الأمن، والتصدي لكل مظاهر الفوضى والإرهاب، وكانت حاضرة في كل مفصل حاسم شهدته مدن الجنوب، من عدن إلى الضالع، ومن لحج إلى أبين. ولم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية وقيادة حكيمة، قادها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أولى الجانب الأمني والعسكري أهمية قصوى، إدراكًا منه بأن الأوطان لا تبنى بلا أمن، ولا تستقر دون قوة تردع من يعبث.
ومن هنا، لا يمكن الحديث عن الأمن الجنوبي دون التوقف أمام الدور الكبير الذي لعبه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم جهود بناء وتطوير المؤسسات الأمنية والعسكرية الجنوبية، سواء بالتدريب، أو التسليح، أو التخطيط والدعم اللوجستي. فمع هذا الدعم، تحولت هذه القوات من تشكيلات محلية بسيطة إلى قوة منظمة ذات هيكل واضح، وعقيدة وطنية، وفعالية ميدانية أثبتت جدارتها في مختلف المواجهات، سواء ضد مليشيات الحوثي أو فلول الجماعات الإرهابية الأخرى.
اليوم، ومع كل ما تحقق، تظهر من جديد أصوات مشبوهة تسعى لتشويه صورة الأمن الجنوبي، عبر حملات إلكترونية مدفوعة، تحاول بث الفتنة وزعزعة الثقة بين المواطن ومؤسساته. والغريب أن هذه الحملات لا تأتي من حرص أو غيرة، بل من حقد دفين على كل ما تحقق من إنجازات ميدانية، خصوصًا في ملف مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع الفوضى التي تغذت عليها مشاريع الأعداء لسنوات.
لكن ما يغيب عن هؤلاء أن الجنوبيين، وعلى اختلاف مشاربهم، يدركون جيدًا من يحرسهم، ومن يحاول خذلانهم. يدركون أن الأمن الذي ينعمون به اليوم لم يكن مجانًا، بل جاء نتيجة تضحيات ودماء، وقرارات صلبة صادقة. ولهذا، فإن المساس بالمؤسسة الأمنية الجنوبية، أو النيل من قياداتها، وعلى رأسهم رموز مثل العميد جلال الربيعي وغيره من أبطال الميدان، ليس سوى طعنة في خاصرة الوطن، ومحاولة مكشوفة لضرب الاستقرار من الخلف.
إننا هنا لا نقدّس الأفراد، ولا ندّعي أن المؤسسة الأمنية معصومة من الأخطاء. لكننا نميّز بين نقدٍ مسؤول يُصلح، وبين حملة تحريض تُخرّب. نميّز بين ملاحظات تُبنى داخل البيت، وبين محاولات تشويه تُدار من خارج السور الوطني.
لهذا، فإن الأمن الجنوبي خط أحمر، ليس شعارًا فقط، بل موقفًا وطنيًا ثابتًا يجب أن يلتف حوله كل أبناء الجنوب، سياسيين، وإعلاميين، وناشطين، ومواطنين عاديين. لأن الحفاظ على الأمن، هو في جوهره حفاظ على مشروع الدولة الجنوبية المنشودة، وهو اختبار لمدى وعينا ونضجنا كمجتمع اختار النهوض بعد سنوات من الحرب والشتات.
وفي هذا السياق، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، يواصل تحصين المؤسسات الأمنية والعسكرية، ليس فقط بالبندقية، بل بالتطوير المؤسسي، والانضباط، والتحديث المستمر، وذلك بالتكامل مع الأشقاء في التحالف العربي، وبما يليق بتضحيات الشعب الجنوبي.
وفي الختام، نقولها بوضوح لكل من يحاول العبث بالوعي الجنوبي:
من يحميك لا يُشكَّك فيه، ومن يسهر لأجلك لا يُهان، ومن يقف على الجبهة لا يُطعن من الخلف.
الأمن الجنوبي هو سور الجنوب وسيفه، ومَن يعتقد أنه يستطيع اختراق هذا السور عبر الشائعات أو الحملات الإعلامية، فليتذكر أن الجنوب لم يعد كما كان، وأن أبناءه اليوم باتوا أكثر وعيًا وصلابة، وأكثر استعدادًا لحماية ما تحقق، والدفاع عنه بكل الوسائل.
عبدالكريم أحمد سعيد
13 يونيو، 2025
13 يونيو، 2025
12 يونيو، 2025
9 يونيو، 2025
9 يونيو، 2025
9 يونيو، 2025
7 يونيو، 2025
7 يونيو، 2025
6 يونيو، 2025
6 يونيو، 2025
29 مايو، 2025
25 مايو، 2025
25 مايو، 2025