أنت هنا :الرئيسية » مقالات رأي » الجنوب… من ساحات الاعتصام إلى مسار الدولة القادمة بثقة واقتدار

الجنوب… من ساحات الاعتصام إلى مسار الدولة القادمة بثقة واقتدار

نشرت بواسطة :amina كتب في : 8 ديسمبر، 2025 في مقالات رأي 0

شبوة_حرة

الإثنين 8 ديسمبر 2025م

بقلم: فريد الدويل باراس

يشعر خصوم الجنوب اليوم بأن سلطتهم تتهاوى، وأن أوراقهم التي ظلّوا يناورون بها لسنوات تتساقط واحدة تلو الأخرى. ولذلك تراهم مستعدين – كما هي عادتهم – لاتباع سياسة الأرض المحروقة دون أن يرفّ لهم جفن، بلا مشاعر، بلا وازع، وبلا أدنى إحساس بالمسؤولية .
لكن ما لا يدركونه أن الجنوب الجديد لم يعد ذلك الجنوب الضعيف الذي غدروا به عام 1994؛ الجنوب اليوم يمتلك قوة سياسية وعسكرية وشعبية تمكّنه من ملاحقة فلولهم أينما وُجدوا، ولن ينتظر لحظة إعلان اجتياح جديدة .

سيئون والمكلا… الاعتصامات تتحوّل إلى غرف قرار شعبي

ما يجري في سيئون والمكلا لم يعد مجرد لحظة احتجاج، بل تحوّل إلى غرف حوار ميدانية تُدار فيها رؤية الجنوب القادمة. الاعتصامات المفتوحة أصبحت قواعد انطلاق لتطبيع السيادة على الأرض، قرار تتخذه مؤسسات الجنوب ووعي تصنعه الجماهير .
هناك برنامج كامل يتشكّل أمام أعين الجميع:

حماية الأمن والاستقرار

استعادة الثروات المنهوبة

تفعيل مؤسسات الإدارة

والتحضير لإعلان الدولة وفق معادلة سياسية متزنة وقابلة للتطبيق

المجتمع الدولي… يتعامل مع الجنوب بمنطق الدولة

اليوم يرى المجتمع الدولي أن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يتحرك بثبات رجل دولة، وبمسؤولية سيادية واضحة. كل خطاب، كل موقف، كل تحرك… يعمّق تدويل القضية الجنوبية ويمهّد لصياغتها ضمن إطار معترف به عالميًا .
وتقوم هذه الرؤية على ثلاثة مسارات رئيسية:

حل الدولتين كإطار عادل ونهائي

بناء دولة جنوبية فيدرالية حديثة

توسيع الشراكات الإقليمية والدولية وفق المصالح المشتركة

المجلس الانتقالي الجنوبي… رؤية شراكات المستقبل

الرؤية التي يطرحها المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم تستند إلى شراكة استراتيجية مع الخليج، واستعداد للدخول في أفق جديد مع اتفاقيات أبراهام ضمن شروط تحترم السيادة الفلسطينية وتضمن الاعتراف المتبادل .
إنها رؤية دولة قادمة بثقة… لا تبحث عن الصدام، بل عن بناء توازنات سياسية تمنح الجنوب دوره الإقليمي الطبيعي.

الجنوب يعيد صياغة المفاهيم… ويبني شكله الجديد

في لحظة نضج سياسي غير مسبوقة، تتقاطع الجغرافيا مع التاريخ، ويتلاقى الواقع مع الحلم، ليعيد الجنوب العربي صياغة مفهوم الدولة من جديد.
إنه يقدم للعالم نموذجًا لدولة عادلة في مشروعها، قوية في قرارها، واضحة في تحالفاتها، ومسنودة بشرعية شعبٍ يتعطش لاستعادة دولته التاريخية بلا حدود .

وهكذا… يمضي الجنوب نحو مصيره السياسي بكل ثقة، مدفوعًا بإرادة شعبه، ورؤية قيادته، ودعم إقليمي ودولي يتزايد يومًا بعد يوم.

مشــــاركـــة

الوسوم

محافظ العاصمة عدن يبحث مع رئيس الهيئة العامة للأراضي سبل تعزيز التعاون والتنسيق