شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على أن بلاده ستظل داعمة لكل ما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في العالم، مؤكداً التزام الإمارات بتسوية النزاعات الإقليمية والدولية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وبناء شراكات اقتصادية وتنموية تلبّي تطلعات الشعوب، وتدعم الاستقرار والازدهار.
وأوضح أن الإمارات تمضي في توسيع شراكاتها الاقتصادية مع دول مختلفة في القارات كافة، «انطلاقاً من قناعتها بأن التعاون الاقتصادي هو الأساس الصلب لبناء علاقات تنموية فاعلة»، مستندة في ذلك إلى ما حققته من إنجازات داخلية وما تحظى به من ثقة دولية واستقرار، يشكلان ركيزة لمسيرتها التنموية وعلاقاتها الخارجية.
وأشار إلى أن الإمارات تواصل نهجها الداعم للعمل الدولي متعدد الأطراف، وسياستها الخارجية المتزنة والمتوازنة، التي تقوم على توسيع مجالات الحركة على الساحة الدولية لخدمة التنمية في الداخل والسلام والازدهار إقليمياً وعالمياً، مبيناً أن بلاده كانت حاضرة بقوة في بؤر الصراعات بجهودها الإنسانية لتخفيف معاناة المدنيين ومعالجة الآثار الإنسانية للحروب، وستواصل هذا المسار «في إطار نهج إنساني مجرد ونظرة متسعة لكل من يحتاج للمساعدة في أي مكان».
وجاءت هذه المواقف في كلمة وجّهها رئيس دولة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الرابع والخمسين، تطرق فيها إلى محطات مسيرة الاتحاد منذ الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، بوصفه «يوماً مفصلياً في تاريخ الإمارات ومصدراً للفخر والإلهام جيلاً بعد جيل»، ومجدداً العهد على مواصلة النهج الذي أرساه المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحكام الإمارات.
وفي محور التنمية الداخلية، أعلن الشيخ محمد بن زايد استحداث «وزارة الأسرة» وتغيير مسمى «وزارة تنمية المجتمع» إلى «وزارة تمكين المجتمع» مع تعزيز دورها واختصاصاتها، كاشفاً أن عام 2026 سيكون «عام الأسرة» عقب إعلان عام 2025 «عام المجتمع».
وتطرق الشيخ محمد بن زايد إلى موقع الإمارات في سباق التقدم العلمي والتكنولوجي، مؤكداً أن الدولة «تسابق الزمن للانخراط في حركة التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم، وفي القلب منها التطور غير المسبوق في مجال الذكاء الاصطناعي»، وأنها حققت «نجاحات مهمة»، وأبرمت «شراكات فاعلة» مع دول وشركات عالمية متخصصة.
ودعا الشباب إلى الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة «بوعي ومسؤولية»، والتركيز على التخصصات العلمية التي تخدم أولويات الدولة التنموية، مشدداً على أن الإمارات ماضية في تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتوظيفهما لتحقيق المستهدفات التنموية ومواكبة التطورات العالمية، «ولن تتوقف عن استكشاف آفاق جديدة في مختلف مجالات العلوم التي تخدم التنمية، وتفيد البشرية».
وأكد رئيس دولة الإمارات أن الاستدامة تمثل «ركناً أساسياً من أركان استراتيجيتنا التنموية»، مشيراً إلى أن الإمارات ستواصل العمل مع مختلف دول العالم للتصدي للتحديات البيئية والاستثمار في الطاقة المتجددة من أجل مستقبل أفضل للبشرية












