السبت , 8 نوفمبر 2025

شبوة_حرة
السبت 8 نوفمبر 2025
منذ عقود، اتخذ تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن لنفسه طريقًا مزدوجًا يجمع بين الشعارات الدينية والعمل السياسي الممنهج، مستخدمًا التقية السياسية أداة لتمرير أجنداته الخفية، وإخفاء نواياه الحقيقية التي لا تمتّ بصلة لمصالح الوطن أو استقراره. فبين الخطاب المعلن الذي يدّعي “الإصلاح والاعتدال”، والواقع الذي يكشف مؤامرات وتخريبًا منظمًا، برزت ممارسات الإخوان كأحد أبرز أسباب تفكك الدولة اليمنية واستنزاف مقدّراتها
تحت عباءة “الإسلام السياسي”، تسلّل الإخوان إلى مفاصل الدولة والجيش والإدارة، مستغلين الدين كغطاء للتوسع والنفوذ رفعوا الشعارات البراقة عن الحرية والعدالة، لكنهم استخدموها مطايا لتحقيق مصالح شخصية وحزبية بحتة. فبدل أن يسعوا لتوحيد الصف الوطني، عمدوا إلى تفتيت المجتمع، وإثارة النعرات، وتغذية الصراعات بين الشمال والجنوب وبين القبائل والتيارات، بما يخدم أجنداتهم ومصالح داعميهم في الخارج.
لقد أتقن الإخوان فن التلاعب بالمشاعر الدينية، فاستغلوا البسطاء عبر الخطاب الوعظي الموجّه، بينما في الكواليس يديرون شبكات نفوذ سياسي واقتصادي تتاجر بالوطن تحت مسمى “النضال الإسلامي”. لم يكن هدفهم يوماً بناء دولة عادلة، بل السيطرة على مفاتيح القرار وتحويل اليمن إلى ساحة نفوذ تتقاطع فيها مصالح التنظيم الدولي وأطراف إقليمية تخدم مخططاتهم.
ومع كل مرحلة حرجة تمر بها البلاد، يظهر الإخوان كطرف متقلب، يتلون وفق مصلحته: مرة في صف الشرعية، ومرة في صف المعارضة، ومرة في دور الضحية. هذه التقية السياسية هي جوهر منهجهم؛ إظهار شيء وإخفاء آخر، والتبدل تبعاً لمصالحهم. فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، حتى لو كان الثمن دمار الوطن وتمزيق نسيجه الاجتماعي
إن عبث الإخوان في اليمن لم يعد خافياً على أحد؛ فهم من عطّل مؤسسات الدولة، وعرقل الجهود الوطنية لإعادة الاستقرار، وسعى بكل وسيلة إلى إبقاء الفوضى مشتعلة، لأنها البيئة المثالية لبقائهم ونفوذهم. واليوم، يدرك اليمنيون أكثر من أي وقت مضى أن هذا التنظيم لم يكن يوماً مشروع بناء، بل مشروع هدم باسم الدين هدفه الهيمنة لا الإصلاح، والسلطة لا العدالة.
لقد آن الأوان لليقظة الوطنية الشاملة، لتعرية هذا الفكر المتلون، وكشف زيف شعاراته، وتجريم كل من يتستر بالدين لتقويض الأوطان. فاليمن بحاجة إلى مشروع وطني صادق، لا إلى جماعات تعيش على الأزمات وتقتات من الفتن.
صهيب الحميري
8 نوفمبر، 2025
8 نوفمبر، 2025
7 نوفمبر، 2025
7 نوفمبر، 2025
6 نوفمبر، 2025
6 نوفمبر، 2025
3 نوفمبر، 2025
3 نوفمبر، 2025
1 نوفمبر، 2025
24 أكتوبر، 2025
23 أكتوبر، 2025
22 أكتوبر، 2025
20 أكتوبر، 2025