الجمعة , 3 أكتوبر 2025
شبوة_حرة
الأربعاء 1 أكتوبر 2025
كتب الدكتور صدام عبدالله
يعد الاحتفاء بيوم اللغة المهرية في الثاني من أكتوبر مناسبة وطنية جنوبية بامتياز، تتجاوز حدود محافظة المهرة لتصبح رمزا لوحدة الصف والاعتزاز بالإرث الحضاري المتنوع لجميع أبناء الجنوب، إن هذا الاحتفال ليس مجرد طقس سنوي بل هو تأكيد على أن اللغة المهرية هي هوية وطنية جنوبية جامعة يفتخر بها كل جنوبي كونها جزءا أصيلا من النسيج الثقافي الثري للوطن الأم. إن إدراج هذه اللغة العريقة ضمن أولويات الحوار الوطني الجنوبي يمثل اعترافا عميقا بالجذور التاريخية الضاربة، وهو في الوقت ذاته تأسيس صلب لدولة المستقبل القائمة على القانون والمؤسسات التي تحترم التنوع وتصون الخصوصيات.
وتمثل اللغة المهرية جنبا إلى جنب مع اللغة السقطرية، الجناح الثقافي الحيوي للجنوب الشرقي، وهذا الثنائي اللغوي ليس مجرد لهجات محلية بل هما كنوز لغوية تعكس امتدادا تاريخيا وحضاريا لآلاف السنين، لذلك إن احترام هذه الرمزية والخصوصية للمهرة شأنها شأن احترام خصوصيات كل محافظة جنوبية، هو الأساس المتين للعيش المشترك والسلم الاجتماعي في الدولة الجنوبية المنشودة.
وعندما يحتفل الجنوب بأكمله باللغة المهرية فإنه يؤكد على أن احترام الخصوصيات هو الدليل الأوضح على نضج المشروع الوطني الجنوبي وقدرته على احتضان كافة مكوناته وتنوعاته، وهذا التنوع هو مصدر قوة ورعاية هذه اللغات وتعليمها يعني تقوية الهوية الثقافية لكي يتمكن الجنوب من الانطلاق إلى آفاق جديدة.
كما يظهر الاهتمام باللغة المهرية انسجاما مع الأدبيات الواضحة للمشروع الوطني الجنوبي، والتي ترتكز على احترام الخصوصيات ضمن إطار الهوية الوطنية الجنوبية الجامعة. إن هذا المسار هو الطريق الأكيد نحو بناء جنوب قوي موحد، ومتناغم. فاللغة هي جوهر الهوية والهوية هي كرامة الشعب، والكرامة تستحق النضال والبذل.
وفي هذا السياق يأتي الاحتفاء باللغة المهرية ليكمل مسيرة النضال من أجل جنوب حر كريم، يعلي قيمة أبنائه ويحتضن الجميع تحت مظلة هويته الجامعة.
إن الجذور الضاربة في التاريخ والتي تمتد لآلاف السنين في اللغة المهرية هي التي تكسب الشجرة الجنوبية قوتها وتمنحها الحياة والازدهار والامتداد.
ويأتي الاحتفال بيوم اللغة المهرية متزامنا مع ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، وهو ربط زمني ذو مغزى عميق يؤكد أن تحرير الأرض يسير جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الهوية، وهذه اللغة بجذورها العميقة هي شاهد على التاريخ وهي الان أداة لتعزيز الحاضر وبناء المستقبل، وعندما يرفع الجنوبيون صوتهم معا قائلين ان اللغة المهرية هوية جنوبية فإنهم يرسلون رسالة قوية للعالم مفادها أن شعب الجنوب شعب حضاري يعتز بماضيه يحمي حاضره ويبني مستقبله على أساس الوحدة والتنوع، وإن كل جنوبي هو سفير لهذه الهوية الغنية والمتنوعة.
اخيرا إن الاحتفال بيوم اللغة المهرية هو في جوهره احتفاء بالإرث الجنوبي برمته، وتأكيد على أن أبناء الجنوب هم صف واحد رغم تنوع العادات والتقاليد بالمحافظات، كما ان اللغة المهرية ليست حكرا على المهرة بل هي ميراث لكل الجنوبيين يفخر به.
وهذه المناسبة تجسد عمق الوعي بأهمية الثقافة كركيزة أساسية لبناء الدولة، وتؤكد أن الجنوب يمضي قدما نحو غد أفضل، جنوب متماسك يحترم خصوصيات كل أبنائه ويعتز بتنوعه ليكون بذلك نموذجا للتعايش الوطني الجنوبي.
2 أكتوبر، 2025
30 سبتمبر، 2025
27 سبتمبر، 2025
27 سبتمبر، 2025
22 سبتمبر، 2025
22 سبتمبر، 2025
22 سبتمبر، 2025
21 سبتمبر، 2025
20 سبتمبر، 2025
20 سبتمبر، 2025
20 سبتمبر، 2025
19 سبتمبر، 2025
18 سبتمبر، 2025