الأحد , 13 أبريل 2025
شبوة_حرة
الخميس 10 أبريل 2025م
كتب/ توفيق جزوليت
يُعد المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبًا أكثر من أي وقت مضى بإعادة صياغة الإعلام الخارجي، ولجنة العلاقات الخارجية التي يبدو أنها لم تُفلح حتى الآن في إقامة علاقات مؤثرة مع برلمانات الدول الغربية أو الأحزاب السياسية الفاعلة في الغرب، وكذلك مع المنظمات الحقوقية المنتشرة هناك، بهدف التعريف بالقضية الجنوبية وموقف المجلس الثابت المدعوم بمعطيات قانونية وتاريخية.
ويتضح من الواقع أن هناك خللًا في تكوين أعضاء اللجنة، إذ إن معظمهم لا يمتلك الحد الأدنى من المعرفة أو التجربة في مجال التواصل الدولي وما يتطلبه من أدوات وإلمام بتاريخ المنطقة، ناهيك عن البعد القانوني الدولي الداعم لمطلب المجلس في استعادة الدولة. كما أن العمل في العلاقات الخارجية يعتمد بدرجة كبيرة على ممارسات الضغط السياسي (Lobbying)، وهي أدوات وخبرات تفتقر إليها اللجنة الحالية.
وعليه، فإن هذا القصور يجب أن يشكل دافعًا للمضي قدمًا نحو إعداد كوادر إعلامية ودبلوماسية مؤهلة، يتم تدريبها بمستويات مختلفة، مع التركيز على أدوات التواصل، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية.
في السياق ذاته، يُطالب المجلس الانتقالي بإعادة صياغة شاملة للإعلام الجنوبي، وتطوير لجنة العلاقات الخارجية بما يضمن امتلاكها لآليات فعّالة وكوادر ذات خبرة وازنة في التواصل الدولي، قادرة على تحقيق اختراق نوعي في مراكز القرار العالمي.
ومن الواضح أن اللجنة الحالية لم تحقق أي إنجاز يُذكر لصالح القضية الجنوبية، ما يستدعي منحها نفسًا جديدًا، على أسس مهنية مدروسة، من خلال خطة طريق قابلة للتنفيذ، تهدف إلى الوصول إلى البرلمانات الغربية، والجمعيات الحقوقية، والباحثين في الجامعات الدولية.
الانتصارات التي تحققها قوات الانتقالي في الحفاظ على مكاسبها العسكرية والتصدي لمحاولات ميليشيا الحوثي، بل وطردها من بعض المواقع، تعيد إلى الأذهان أهمية الإعلام الجنوبي، خاصة الإعلام السمعي البصري، ودوره المحوري في ضوء إرساء الأسس الدستورية للدولة القادمة، وتحوله إلى إعلام خارجي قادر على مخاطبة الرأي العام الدولي، ونقل التطورات العسكرية والسياسية التي يحققها الانتقالي في سعيه لاستعادة دولته.
إن هذا المقال التحليلي يعكس قناعة شخصية ترسخت لدي خلال زيارتي إلى عدن والمكلا قبل عام، حيث أجريت حوارات مع قيادات الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، وإعلاميين يشرفون على قناة “عدن الحرة”، التي تُعد بحق صوت الجنوب الصامد.
جاءت تلك الحوارات بهدف مناقشة حاضر الإعلام الجنوبي وآفاق تطويره ليصبح أداة فعالة في الوصول إلى الرأي العام الدولي وتسويق المطالب المشروعة لشعب الجنوب في استعادة دولته.
وخلال هذه اللقاءات، حرصت على التأكيد لزملائنا الإعلاميين، سواء في قناة عدن الحرة أو قيادات المجلس الانتقالي، أن قرار المجلس الشروع في بناء مؤسسات دستورية كمرحلة أولية قبل الدخول في مفاوضات الحل النهائي، يُعد خطوة استراتيجية تمهد الطريق نحو دولة جنوبية مستقلة، وهو قرار يجب أن يُواكب بإعلام خارجي فاعل ومقنع.
ولا شك أن أهمية الإعلام الخارجي للجنوب تتجلى في عدة جوانب رئيسية، أبرزها:
أولاً: التعريف بالقضية الجنوبية لدى الرأي العام الدولي، وخصوصًا في الغرب، حيث ما زال الإعلام الجنوبي محلي الطابع، ولم يرتقِ إلى مستوى تناول القضايا المصيرية بلغة التواصل الدولي، وعلى رأسها اللغة الإنجليزية.
ثانيًا: تحديد الخط التحريري للإعلام الجنوبي من قبل القيادة السياسية، مع ضرورة إشراك الإعلاميين في صياغة هذا التوجه.
ثالثًا: إصدار نشرة إخبارية باللغة الإنجليزية تسلط الضوء على أبرز نشاطات قيادة الانتقالي على الصعيدين الوطني والدولي، مع فقرة ثابتة تتناول البعد القانوني والتاريخي للقضية الجنوبية.
رابعًا: إعداد برامج حوارية تستضيف خبراء في القانون الدولي والدستوري لتناول المرحلة الحالية في بناء مؤسسات الدولة، ويمكن إعداد هذه البرامج بالعربية مع ترجمة نصية (Subtitles) بالإنجليزية.
خامسًا: إنتاج برامج وثائقية تستند إلى معطيات موثقة، تبرز البعدين التاريخي والقانوني للقضية الجنوبية، وتوضح الأسس الموضوعية للمطالبة باستعادة الدولة، انطلاقًا من وقائع تاريخية ودراسات قانونية معترف بها.
إن تبني إعلام خارجي فعال يجب أن يكون أولوية قصوى للقيادة السياسية والإعلامية في الجنوب، ويستلزم ذلك تطوير هذا الإعلام بما يتناسب مع تطورات المرحلة، وبما يخدم أهداف الشعب الجنوبي في بناء مستقبله واستعادة دولته.
13 أبريل، 2025
12 أبريل، 2025
12 أبريل، 2025
11 أبريل، 2025
10 أبريل، 2025
10 أبريل، 2025
9 أبريل، 2025
9 أبريل، 2025
8 أبريل، 2025
8 أبريل، 2025
8 أبريل، 2025
7 أبريل، 2025
6 أبريل، 2025