الثلاثاء , 3 ديسمبر 2024
شبوة_حرة| خاص
الأحد 18 أغسطس 2024
في ظل الحرب المستمرة في اليمن، يشهد الجنوب أزمات إقتصادية مفتعلة واستهدافات عسكرية وإعلامية متعددة الأوجه. حيث يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يُمثل طموحات شعب الجنوب في استعادة دولته، الدفاع عن قضيته في مواجهة تحديات معقدة.
في هذا السياق، تعمدت جماعات إرهابية ذات طابع سياسي مثل الحوثيين والإخوان المسلمين على استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا عبر حملات إعلامية منظمة تهدف إلى تقويض شرعيته وتشويه صورة قيادته وقواته المسلحة.
في هذا التقرير سنسلط الضوء على أساليب الاستهداف التي تتبناها هذه الجماعات الإرهابية وتأثيرها على الساحة الجنوبية.
1. الحملات الإعلامية الممنهجة:
أ. استراتيجية الحوثيين الإعلامية:
اعتمدت مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء واسعة من شمال اليمن، على وسائل الإعلام التابعة لها لشن هجمات متواصلة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
تستخدم هذه الوسائل مصطلحات معينة لتشويه صورة المجلس، مثل وصفه بـ”العميل” و”الانفصالي”، وتركز هذه الحملات على بث روايات تربط المجلس الانتقالي الجنوبي بالتدخلات الخارجية، وخاصة من قِبَل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
تهدف مليشيا الحوثي الإرهابية بواسطة هذه الروايات إلى خلق انطباع لدى الشعب اليمني في الشمال، بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو جزء من مخطط خارجي يهدف إلى تقسيم اليمن وتقويض سيادته.
ب. تكتيكات الإخوان المسلمين الإعلامية:
من جهة أخرى، تعتمد مليشيا الإخوان المسلمين المصنفة إرهابياً، والتي تتمثل في اليمن عبر حزب التجمع اليمني للإصلاح، على شبكة إعلامية واسعة تشمل قنوات فضائية، ومواقع إخبارية، ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي.
تعمل هذه الشبكة على تصوير المجلس الانتقالي الجنوبي كمشروع يهدف إلى زعزعة استقرار اليمن وإفشال جهود الحكومة الشرعية في إعادة بناء الدولة. بالإضافة إلى ذلك، تركز هذه الحملات على إظهار المجلس كجزء من مخطط إقليمي يستهدف وحده اليمن، ويعتمدون في ذلك على تقارير مضللة وشهادات مشكوك في صحتها.
2. استهداف القوات المسلحة الجنوبية:
أ. الهجمات العسكرية:
لم يقتصر الاستهداف على الجوانب الإعلامية فقط، بل انتقلت المواجهة إلى الميدان العسكري. حيث تعرضت القوات المسلحة الجنوبية، لسلسلة من الهجمات العسكرية التي نفذتها جماعات مسلحة مدعومة من مليشيا الحوثيين والإخوان المسلمين الإرهابيتين.
على سبيل المثال، شهدت مناطق في أبين وشبوة مواجهات عنيفة بين القوات الجنوبية وعناصر تابعة لحزب الإصلاح وأخرى مدعومة من الحوثيين. تهدف هذه الهجمات إلى إضعاف السيطرة العسكرية للمجلس الانتقالي على تلك المناطق، وإجباره على الانسحاب منها، مما يعزز نفوذ هذه المليشيات الإرهابية في الجنوب.
ب. محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي:
إلى جانب الهجمات المباشرة، تسعى هذه الجماعات الإرهابية إلى زعزعة الاستقرار الداخلي في المناطق الجنوبية عن طريق دعم عمليات تخريبية وهجمات إرهابية تستهدف البنية التحتية والمؤسسات الأمنية.
يتمثل الهدف من هذه العمليات في إظهار القوات المسلحة الجنوبية كقوة غير قادرة على تأمين المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مما يؤدي إلى خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في هذه المناطق.
3. الردود الجنوبية:
أ. التحركات الدبلوماسية:
في مواجهة هذه الحملات، عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تعزيز حضوره الدبلوماسي في الساحة الدولية. حيث قام المجلس بتوسيع شبكة علاقاته الدولية مع دول ومؤسسات عالمية، بهدف شرح وجهة نظره وتوضيح أبعاد قضية شعب الجنوب. تمثلت هذه الجهود في إرسال وفود دبلوماسية إلى عواصم دولية كبرى، والمشاركة في محادثات سياسية تهدف إلى إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية. وقد أثمرت هذه الجهود في تحقيق اعتراف متزايد بالمجلس الانتقالي كطرف فاعل في المشهد السياسي اليمني.
ب. التأكيد على الوحدة الجنوبية:
إلى جانب التحركات الدبلوماسية، عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تعزيز الوحدة الجنوبية عن طريق فتح قنوات الحوار مع كافة القوى الجنوبية التي تسعى لاستعادة دولة الجنوب وما تمخض عنه من توقيع ميثاق الشرف الجنوبي بين مختلف القوى الجنوبية، وأيضاً تنظيم فعاليات ومظاهرات شعبية تؤكد على دعم الشعب الجنوبي لمطالب الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
هذه الفعاليات تعكس التفاف أبناء الجنوب حول المجلس الانتقالي الجنوبي ورفضهم لمحاولات التقسيم أو تشويه صورة قضيتهم العادلة، وهو ما أكده شعب الجنوب في كل فعالياته والمظاهرات التي قام بها.
ج. تعزيز القدرات العسكرية:
على الصعيد العسكري، قامت القوات المسلحة الجنوبية بتعزيز قدراتها الدفاعية من خلال إعادة هيكلة قواتها، وتكثيف التدريب العسكري، ورفع مستوى الجاهزية القتالية. كما عملت على بناء تحالفات عسكرية محلية مع القبائل والقوى الجنوبية الأخرى، لضمان حماية المناطق الجنوبية من أي تهديدات محتملة.
هذه الإجراءات عززت من موقف القوات الجنوبية في مواجهة محاولات الاختراق والاعتداءات التي تتعرض لها.
أخيراً تشير محاولات مليشيا الحوثي والإخوان الإرهابيتين لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب إلى حجم التحديات التي يواجهها الجنوب في سبيل تحقيق طموحاته الوطنية.
رغم هذه التحديات، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية أثبتا قدرة عالية على الصمود في وجه تلك المحاولات، سواء عن طريق الدفاع عن المواقف السياسية للمجلس في المحافل الدولية، أو عن طريق مواجهة التهديدات العسكرية على أرض الواقع.
يظل مستقبل الجنوب مرهونًا بقدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على مواصلة هذه الجهود والتصدي لكل المحاولات الإعلامية والعسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية التي تسعى للنيل من قضية شعب الجنوب العادلة.
29 نوفمبر، 2024
24 نوفمبر، 2024
23 أكتوبر، 2024
21 أكتوبر، 2024
20 أكتوبر، 2024
14 أكتوبر، 2024
13 أكتوبر، 2024
10 أكتوبر، 2024
7 أكتوبر، 2024
21 سبتمبر، 2024
20 سبتمبر، 2024
19 سبتمبر، 2024
15 سبتمبر، 2024