الجمعة , 22 نوفمبر 2024
شبوة_حرة
الخميس 25 يوليو 2024
في مارس 2015 تفاجأ الجميع في اليمن ببدء عملية “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية كان الهدف الرئيسي المعلن للعملية هو دعم الحكومة اليمنية الشرعية ضد المتمردين الحوثيين الذين كانوا قد سيطروا على أجزاء واسعة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء. ومع ذلك، كان لهذه العملية تداعيات واسعة وتفسير مختلف بين القوى والأحزاب اليمنية .
“المخاوف الشمالية”
مع بدء عاصفة الحزم ظهرت مخاوف لدى الشماليين من أن تكون هذه العملية مقدمة لفصل الجنوب عن الشمال هذه المخاوف زادت مع إعلان السعودية أن مدينة عدن التي أعلنت عاصمة مؤقتة لليمن خط أحمر هذا الإعلان أثار الشكوك لدى العديد من القوى الشمالية بأن السعودية قد تكون لديها نوايا لتأسيس دولة جنوبية مستقلة أو على الأقل جعل الجنوب منطقة نفوذ خاص بها .
“التآمر لإفشال عاصفة الحزم”
ازدادت شكوك الشماليين حول نوايا السعودية بعد البدء في تأسيس قوات عسكرية وأمنية جنوبية خالصة حيث اعتبرت بعض القوى الشمالية أن هذه العملية تهدف إلى تقسيم اليمن وليس فقط إلى إعادة الحكومة الشرعية على هذا الأساس قامت بعض هذه القوى بما في ذلك تلك التي كانت ظاهرياً مع الشرعية بالتآمر لإفشال عملية عاصفة الحزم كانت الخطة تقوم على إضعاف التحالف العربي في اليمن عن طريق تأليب القبائل والقوى السياسية ضد التدخل الخارجي والتعاون مع الحوثيين من خلال ارسال معلومات مغلوطة للتحالف العربي بما في ذلك إحداثيات أدت إلى وقوع ضربات طيران خاطئة على منشآت مدنية بالإضافة لإستنزاف التحالف مالياً وعسكرياً دون تقدم ملحوظ في العمليات العسكرية ضد الحوثي شمالاً .
“تقاسم الأدوار بين القوى الشمالية”
توافق القوى الشمالية على تقاسم الأدوار فيما بينها كان جزءًا من هذه الخطة تم توزيع الأدوار بشكل يضمن بقاء سيطرة الحوثيين على حوالي 90% من الشمال في حين تتولى الأحزاب والقوى اليمنية الأخرى السيطرة على الجنوب تحت مظلة الشرعية. هذا التوزيع يضمن بقاء الجنوب تحت سيطرة القوى الشمالية حتى وإن كان ظاهرياً تحت حكومة شرعية يقودها رئيس جنوبي.
“الموافقة على بقاء الحوثيين في الشمال”
بالرغم من المعارضة العلنية للحوثيين من قبل القوى الشمالية المعادية لهم إلا أن هذه القوى كانت متفقة على بقاء سيطرة الحوثيين على الشمال كان هذا الاتفاق غير المعلن يهدف إلى إبقاء السعودية تحت تهديد دائم من قبل الحوثيين مما يجبرها على التفاوض مع هذه القوى الشمالية وتلبية رغباتهم .
“التداعيات على الوضع اليمني والإقليمي”
أدى هذا التلاعب السياسي إلى تعقيد الوضع في اليمن بشكل أكبر فقد باتت المملكة العربية السعودية تواجه تحدياً مزدوجاً حيث عليها التعامل مع التهديد الحوثي في الشمال ومع القوى الشمالية الأخرى التي تسعى للاستفادة من الوضع.
القوى الشمالية التي كانت تخشى من فقدان السيطرة على الجنوب عملت على إفشال أي جهود تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الجنوب وإلى السعي الحثيث لإحداث صراع وتعميق الانقسامات في الجنوب في حين كانت القوى الجنوبية تسعى لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل الوحدة مع الشمال في عام 1990 هذه القوى رأت في “عاصفة الحزم” فرصة لتحقيق هذا الهدف ولكنها واجهت مقاومة شديدة من القوى الشمالية التي كانت تسعى للحفاظ على ما تسمى الوحدة وبقاء الجنوب تحت سيطرتها .
وفي النهاية لا تزال اليمن تعاني من هذا الصراع المعقد حيث تستمر المحاولات الدبلوماسية والعسكرية لحل الأزمة في ظل استمرار مؤامرات قوى النفوذ و الفساد الشمالية يظل السؤال الأكبر حول مستقبل البلد ومدى قدرة الأطراف المختلفة على التوصل إلى تسوية شاملة تضمن حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم وتحقق الاستقرار في المنطقة .
بقلم / محمد علي رشيد النعماني
20 نوفمبر، 2024
19 نوفمبر، 2024
18 نوفمبر، 2024
11 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
3 نوفمبر، 2024
31 أكتوبر، 2024
31 أكتوبر، 2024