الخميس , 21 نوفمبر 2024
شبوة_حرة | مقالات رأي
السبت 22 يونيو 2024م
كتب/محمد القادري
الجنوب بلد وشعب وهوية وقضية كان دولة قائمة بحدودها الجغرافية وبسيادتها على أرضها وشعبها في ظل نظام وحكم جمهوري كدولة تم الإعتراف الدولي بها، ولم يكن في يوم من الأيام كجزء لا يتجزأ من الجمهورية العربية اليمنية قبل الإعلان عن ما يسمى بالوحدة اليمنية التي قامت بطريقة الفرقاء السياسيين في الشمال والجنوب دون الرجوع إلى الشعبين من خلال إجراء إستفتاء شعبي والتي أنتهت بالفشل عن طريق إنقلاب عسكري شمالي في العام ١٩٩٤م لتتحول إلى إحتلال شمالي للجنوب تحت شعارات وأغطية مخادعة ومظللة.
فحين نتحدث عن قضية الجنوب، فالحديث هُنا يكون عن مصير شعب تجرع كثيرا من ويلات وجرم وإرهاب هذه الوحدة التي أصبحت كمأساة لم تحدث في تاريخ البشرية على مستوى المعمورة، وليس حديث عن أرض جديدة تم إكتشافها عن طريق ساسة اليمن الشمالي أو غيرهم من العرب والعجم على طريقة الملاح البرتغالي “كريستوف كولمبس” حتى يُشرّع لهم ذلك التدخل غير المشروع في شؤون الجنوب وتقرير مصير شعبه عن طريق شحذ سيف فرعون وبالطريقة التي يرونها هم وفقا لأطماعهم و مصالحهم بعيدا عن خيار وقرار وإرادة شعبه الثائر بتطلعاته المشروعة والعادلة لأجل تحقيق هدفه المنشود والمتمثل بإستعادة الدولة الجنوبية وسيادتها على كامل حدودها الجغرافية السابقة قبل العام ٩٠م عن طريق فك إرتباطه بهذه الوحدة كخطوة أولى للمضي قُدما ودون تراجع نحو تحقيق كامل الأهداف المنشودة لأجل إستعادة جنوب كان مزدهرا ويُنعم شعبه بوجود دولة حقيقية قائمة وبنفس الطريقة التي تم ترحيله بها إلى تبعية همجية وإرهاب وإستحواذ أحزاب وجماعات ومليشيات صنعاء.
إن ما يمر به الجنوب اليوم بعد تحريره من مراحل وتعقيدات دولية مختلفة ومتداخلة ومتضاربة مع مسار ثورة شعب الجنوب التحررية لا يجب أن تتخذ منها قيادة الجنوب كلحظة إنتظار في دوامة صراعات دولية مؤقتة حتى يتبين لها ما ستفرز عنه تلك الصراعات والخلافات لتتبدل أسس وقواعد عملها التي لا تقبل التبديل كقواعد جنوبية جامدة بإرادة وإصرار شعب الجنوب والتي لا تقبل الحذف أو التعديل أو الإلغاء وفقا لأحداث أو ضغوطات خارجية، بل يتطلب منها المضي قدما على المسار الذي أختطه لها ورسمه شعب الجنوب بدماء قوافل الشهداء وتضحيات أحراره وثواره وبموجب التفويض الشعبي لها في الجنوب دون مُراعاة لأي إعتبارات دولية كمسار آخر مغاير ومتعارض مع الإرادة الحرة لشعب الحرية الثائر في الجنوب.
فالحديث الجنوبي اليوم عن تقرير مصير الجنوب بما يسميه البعض بالإستفتاء كأحد الخيارات للجنوب من وجهة نظر أخرى سيكون مرفوضا حاضرا ومستقبلا في ظل جنوب تأثرت تركيبته السكانية كثيرا نتيجة لإحتلال دام أكثر من 30 عاما تحت مسمى وحدة اليمن والتي أصبحت تركيبة مشابهة للتركيبة السكانية لشعب كردستان العراق والذي أرتكبت قيادته خطاءا تاريخيا فادحا، وذلك بقبولها تقرير مصير شعبها بالإستفتاء والذي وعن طريقه تم التخلص الأبدي من قضية كردستان العراق عام ٢٠١٩م، بل وسيعتبر ذلك خيانة جنوبية عظمى لاتغتفر لكون ذلك يتعارض مع دماء الشهداء والجرحى ومبادئ ثورة الجنوب ومخالفا لتفويض شعب الجنوب المتطلع نحو تحقيق هدف واحد لا غير يتمثل في إستعادة دولة الجنوب وبطريقة مباشرة عن طريق إعلان فك الإرتباط، وليس العودة إلى تبعية صنعاء كإحتمال آخر عن طريق إجراء إستفتاء قد يتم إستغلاله بإختلاف التركيبة السكانية للجنوب والتي طالتها عملية التهجين بما يسمى بالوحدة، أو التدخلات المظللة بأسم الدين والشعب الواحد، أو التزييف، أو تأثيرات مكونات عميلة ومأجورة أوجدتها قوى صنعاء لتنفيذ أجنداتها وتحقيق أطماعها في الجنوب وغير ذلك، فالجنوب غضب ثورة شعب ينشد حريته، وينتصر لكرامته بإستقلاله، ولن يقبل بأي إعوجاج أو إنحراف يُطال مساره المستقيم والواضح، ولن يكون مجرد تجربة لفشل متعمد يُقصي ويتجاوز حقه المشروع بعدالة قضية شعبه.
20 نوفمبر، 2024
19 نوفمبر، 2024
18 نوفمبر، 2024
11 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
3 نوفمبر، 2024
31 أكتوبر، 2024
31 أكتوبر، 2024