السبت , 23 نوفمبر 2024
شبوة_حرة| خاص
الثلاثاء 26 ديسمبر 2023
في الوقت الذي يُمرُّ فيه الجنوب بمرحلة سياسية وإقتصادية وأمنية مفصلية وحرجة، يتعرض الجنوب وشعبه وقضيته اليوم لحرب شمالية أخرى أشد خطرا وفتكا من الحرب العسكرية القائمة والمفروضة شماليا عليه لكونها تستهدف الإنسان وحياته في المقام الأول، وهو ما تقوم به الحكومة اليمنية وبطريقة منحازة إلى جانب القوى المعادية للجنوب من خلال قيامها بإنتهاج متعمد لإفتعال وصناعة الأزمات في الجنوب لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصالح شعبه.
فمنذ إن شهدت عاصمة الجنوب عدن عملية التحرير الكامل من القوات العسكرية التابعة لمختلف قوى الشمال المعادية للجنوب وشعبه وقضيته الوطنية في العام ٢٠١٥م، لجأت قوى الطغيان هذه بعد هزيمتها عسكريا في عدن إلى التفكير والبحث عن كيفية الطريقة التي يُمكن بها مواجهة غضب ثورة شعب الجنوب وإخمادها في مرحلة ما بعد تحرير مدينة عدن التي لحقت بها غالبية محافظات الجنوب، والتي ستفرز عنها وتكشف عن مضامين هذه المرحلة وركائزها ضرورة ما ستتطلبه المنطقة برمتها من جهود عربية وأقليمية ودولية تتمكن من الوصول الى تسويات سياسية لوقف الحرب العسكرية وإنهاء الأزمة وإحلال السلام، وهو الأمر الذي دفع بهذه القوى المتسلطة إلى تفجير الأوضاع العسكرية في الجنوب بين الحين والآخر حتى جاءت اللحظة التي تم التوافق عليها في الرياض بإعتبار مدينة عدن عاصمة مؤقته حتى إستعادة ما يسمى بالشرعية الدستورية إلى صنعاء من خلال عودة كل مؤسسات الدولة اليمنية إليها بعد القضاء على التمرد الحوثي المدعوم من أيران، وكذلك عودة الحكومة إلى عدن لمزاولة مهامها والتي أستغلتها قوى الشمال الطامعة كفرصة سانحة لتمكين نفسها من السيطرة الإدارية أولا على الجنوب تمهيدا لإحتلال الجنوب عسكريا تحت مظلة ما تسميه هذه القوى بوحدة اليمن.
فمنذ أن وطأت أقدام أعضاء أول حكومة والحكومات المتعاقبة عدن والتي كانت تستند على نفوذ قيادات شمالية متحكمة بالسلطة منذ إنفراد الشمال بالسلطة من خلال الإنفراد بالقرارين السياسي والعسكري بعد إحتلال الجنوب عسكريا والإنقلاب الشمالي الكامل على مبادئ وإتفاقيات الوحدة في العام ١٩٩٤م، دأبت هذه الحكومات وبطرق ممنهجة ومتعمدة إلى تنفيذ مخططات القوى الشمالية التي تستهدف الجنوب وشعبه وقضيته وثورته الوطنية، فلجأت إلى إنتهاج سياسة إجرامية قذرة تجاوزت أبسط حقوق الأنسان في الجنوب والتي تمثلت في تجويع وتعذيب شعب الجنوب بإنعدام كلي للخدمات في إجادة حكومية لإفتعال الأزمات في الجنوب ليشهد الجنوب نتيجة لذلك تصعيد شعبي وإنتفاضات وغضب شعبي متكرر أدى إلى طرد الحكومة من عدن في أكثر من مرة.
فحين أدركت الرياض التي تقود التحالف العربي العسكري في اليمن صعوبة ما خلفته حرب ٩٤م التي بدأت بالإنقلاب الشمالي على إتفاقيات الوحدة وكذا وثيقة العهد والإتفاق التي تم التوقيع عليها في العاصمة الأردنية عمّان وأنتهت بإحتلال عسكري كامل للجنوب من آثار ونتائج سلبية أدت إلى تأكيد فشل هذه الوحدة وإستحالة إستمرارها مستقبلا، وما يشهده الجنوب من ثورة تحررية لنصرة قضيته وتحقيق هدف شعبه الرافض لإستمرار هذه الوحدة والمتطلع الثائر لأجل إستعادة دولته الجنوبية التي تم إختطافها بتجربة وحدة فاشلة أنتهت منذ السنوات الاربع الأولى من ربيع عمرها، سارعت الرياض في إستدعاء الأطراف اليمنية المناوئة للحوثيين ليتمخض عن هذه الدعوة تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال، وكذلك مجلس قيادة رئاسي موحد إلا أن كل تلك الجهود ذهبت أدراج الرياح بتكرار ذات السيناريو الممنهج وعن طريق الحكومة الحالية التي يرأسها الشمالي معين عبدالملك ليبقى الجنوب وشعبه ضحية لأطماع قوى شمالية متكالبة تحت شعار (الوحدة أو الموت للجنوب وشعبه).
إن ما يتعرض له الجنوب وشعبه اليوم من عمل إجرامي حكومي ممنهج، تقف خلفه قوى دموية ظلامية شحذت سيف فرعون للتسلط على الجنوب والتخلص من قضيتة وطمس هويته، يتطلب إتخاذ موقفا شجاعا وحازما من قبل القيادة السياسية والثورية للجنوب ممثلة بقيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي وعلى رأسها الأخ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي كضرورة حتمية جنوبية فرضتها القوى الشمالية المعادية للجنوب نفسها، وذلك بإجرامها وإرهابها والإصرار على إستحواذها والإبقاء على طمعها الأبدي بإحتلال الجنوب وإلحاقه بالشمال كتابع بدلا عن الشراكة والمساواة كمظاهر وصور للوحدة الحقيقية، وذلك من خلال إتخاذ قرارا حاسما يقضي بالتخلي الجنوبي عن أي إلتزامات سابقة، وتحرير ما تبقى من أرض جنوبية، والتحكم بالثروات والموارد الجنوبية، وإعلان الإدارة الذاتية للجنوب كخيار مؤقت ينتهي بإستعادة الدولة الجنوبية على كامل حدودها المتعارف عليها دوليا قبل العام ١٩٩٠م.
23 أكتوبر، 2024
21 أكتوبر، 2024
20 أكتوبر، 2024
14 أكتوبر، 2024
13 أكتوبر، 2024
10 أكتوبر، 2024
7 أكتوبر، 2024
21 سبتمبر، 2024
20 سبتمبر، 2024
19 سبتمبر، 2024
15 سبتمبر، 2024
14 سبتمبر، 2024
6 سبتمبر، 2024