الجنوب العربي.. حتمية الحق وفجر الخلاص

شبوة_حرة

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025م

كتب/ بشير البريكي

لم تكن قضية شعب الجنوب العربي يوماً مجرد مطالب سياسية او صراع على سلطة، بل هي قضية استعادة وطن وهويه سُلبت بالقوة، تحت عباءة الكذب والتآمر، وطُمست في دهاليز القوة الغاشمة التي ظنت أن الشعوب يمكن أن تُنسى حقوقها بالتقادم.. أنها صرخة كرامة شعب مكتومة خلف جدران الظلم، وقصة شعب ظل يناضل ويضحى بقوافل من الشهداء على ترأب أرضه وتحت سماءه.

ان قضية الجنوب ليست محل تفاوض، واستعادة دولته ليست صدقة ينتظرها من أحد ولم يستجدِ حقاً ليس له، بل هي الحق الذي انتُزع بقوة الباطل، وسيعود بقوة الحق والإرادة… على مدار سنوات والجنوب يذبح ببطء تحت مسميات براقة وشرعية لم تطعم جائعاً ولم تؤمن خائفاً.. انتظر الناس طويلا فماذا حصدوا؟
كانت النتيجة أرضاً بلا أمن، وإنساناً تُهدر كرامته كل صباح عند أبواب الخدمات المفقودة. وبينما كان العدو يتمدد بأطماعه، وقفت تلك القوى اليمنية عاجزة؛ لا هي حمت وطناً، ولا صانت دماً، ولا حفظت عرضاً. لقد ظل الجنوبيون يدفعون ثمن أوهامٍ يمنية من دمائهم وأعصابهم.
لقد طال الانتظار حتى نفد الصبر، وشاخ الأمل في قلوب الشباب. كبر الطفل الجنوبي وهو يرضع الخيبة، ومات الشيخ وهو يرى وطنه يُنهب أمام عينيه، دون أن يذوق طعم الاستقرار أو الحياة الكريمة. كآن الجنوبيون ينتظرون سراباً، بينما الحقيقة الوحيدة في الميدان هي أن الأرض تُسرق والكرامة تُستباح.
إن شعب الجنوب اليوم لا يدافع عن وهم، بل يذود عن حياض أرضه، وعن شرفه، وعن مستقبل أجياله القادمة. ومن لا يدرك قيمة الأرض ومعنى الانتماء والهوية، فمشكلته تكمن في ضميره، لا في عدالة القضية الجنوبية.

إلى أولئك الذين ينظّرون من بعيد، ويطلقون أحكامهم المعلبة من الغرف المكيّفة؛ كفّوا عن رجم شعب تحمل من الطعنات ما لا تقبله الجبال، وخُذل طويلًا بما لا يمحوه اعتذار؛ اتقوا الله في شعب صبر أكثر مما ينبغي، وضُرب أكثر مما يحتمل، وخُذل خذلاناً لا يغتفر.
إن وفاء الجنوبيين وتضحياتهم أطهر من أن تُدنس بتهمكم الرخيصة، وأصدق من كل الحبر الذي تسكبونه لتزييف الواقع بينما الدماء الجنوبية تُراق في الميادين دفاعاً عن المنطقة بأسرها.
وفي الختام نقولها لمن به صمم إن عودة دولة الجنوب العربي إلى سيادته وحدوده ليست دعوة للفتنة، بل هي النهاية الحقيقية لكل الفتن التي عصفت بالمنطقة. وهي ليست تمرداً على واقع، إنما هي تحرير من باطل طال أمده، واستعادة لميزان الحق الذي اختل طويلاً.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *