الخميس , 6 نوفمبر 2025

شبوة_حرة
الخميس 6 نوفمبر 2025م
كتب/مناف الكلدي
حين يتحدث وزير في حكومة يفترض أنها شراكة بين الشمال والجنوب، ثم يتجاهل واحدة من أهم القضايا التي قامت عليها تلك الشراكة، فإنّ الأمر يتجاوز حدود “الرأي الشخصي” إلى مسألة تستحق الوقوف عندها.
تصريحات وزير الخارجية شايع محسن الزنداني الأخيرة حول “عدم وجود أي مقترحات لحلّ الدولتين” ليست مجرد إجابة دبلوماسية عابرة، بل تعكس ـ في جوهرها ـ ذهنية سياسية ما زالت ترفض الاعتراف بعدالة قضية الجنوب وخصوصيتها، وتختبر حدود الصبر الجنوبي في لحظة سياسية حساسة.
تجاهل متعمد لقضية الجنوب
كان بإمكان الوزير أن يتعامل مع السؤال بقدر من المسؤولية السياسية، وأن يشير إلى أن قضية الجنوب قضية معترف بها في مشاورات واتفاقات موثقة، وفي مقدمتها اتفاق الرياض ومشاورات الرياض اللذان نصّا على إدراجها ضمن مفاوضات الحل النهائي.
لكن الزنداني اختار أن يتجاوز ذلك تمامًا، متبنياً خطابًا يوحي بإنكار قضية الجنوب أو تهميشها وهذا التجاهل لا يمكن فصله عن محاولات متكررة لإعادة فرض رؤية مركزية تجاوزها الزمن، بعد أن فرض الجنوب واقعه السياسي على الأرض بثمن التضحيات والدماء.
التوقيت.. دلالة لا يمكن إغفالها
اللافت أن هذه التصريحات جاءت في الذكرى السادسة لتوقيع اتفاق الرياض (5 نوفمبر 2019)، وهو اتفاق أعاد رسم خريطة الشراكة، وأقرّ بحضور الجنوب كمكوّن رئيسي في أي تسوية قادمة.
اختيار هذا التوقيت لا يبدو بريئًا؛ فالأمر أشبه بـ جسّ نبض سياسي لمدى تمسك الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي بتلك التفاهمات، وربما محاولة لمعرفة حجم الرد الجنوبي على أي محاولة لتجاوز القضية أو الالتفاف عليها في المرحلة التفاوضية المقبلة.
انقلاب ناعم على اتفاق الرياض
في جوهرها، تُعد تصريحات الزنداني خروجًا عن روح اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض، التي وضعت أسسًا واضحة للشراكة والتوازن السياسي بين الطرفين.
فالحديث عن غياب “مقترحات حل الدولتين” دون التأكيد على حضور الجنوب في العملية السياسية، هو بمثابة انقلاب ناعم على الاتفاق وتراجع عن الالتزامات التي أقرّها الجميع أمام التحالف العربي والمجتمع الدولي.
كما أن صمت الحكومة عن هذه التصريحات يثير تساؤلات حول ما إذا كانت تمثل موقفًا شخصيًا أم توجهًا رسميًا جديدًا يعيد الأمور إلى المربع الأول.
الجنوب.. حقيقة سياسية لا يمكن تجاوزها
قضية الجنوب اليوم ليست ورقة تفاوضية بيد أحد، بل حقيقة سياسية راسخة فرضها الواقع والتضحيات.
لقد تجاوز الجنوب مرحلة “الاعتراف” إلى مرحلة “التثبيت”، وأي تجاهل لها لم يعد ممكنًا في ظل المتغيرات الإقليمية والداخلية.
محاولة الالتفاف على هذه الحقيقة لن تؤدي إلا إلى زعزعة الثقة بين الشركاء وإطالة أمد الصراع، لأن الجنوب ببساطة لم يعد قابلاً للإنكار أو التهميش.
ختاما
لقد انتهى زمن تمرير التصريحات المنتقصة من قضية الجنوب.
لم يعد الجنوبيون كما كانوا في السابق، يتغاضون عن رسائل “التجريب” أو “جس النبض” الصادرة من هذا الطرف أو ذاك.
قضية الجنوب اليوم تمثل معيارًا لجدية أي حديث عن السلام، ومن يتجاوزها إنما يتجاوز الواقع نفسه.
وإن كان الوزير الزنداني قد أراد اختبار الموقف الجنوبي بتصريحه، فقد جاء الرد واضحًا: لا مكان بعد اليوم لمن ينكر قضية الجنوب أو يحاول تذويبها في شعارات عامة.
3 نوفمبر، 2025
3 نوفمبر، 2025
1 نوفمبر، 2025
24 أكتوبر، 2025
23 أكتوبر، 2025
22 أكتوبر، 2025
20 أكتوبر، 2025
17 أكتوبر، 2025
16 أكتوبر، 2025
15 أكتوبر، 2025
15 أكتوبر، 2025
14 أكتوبر، 2025
14 أكتوبر، 2025