الجمعة , 3 أكتوبر 2025
شبوة_حرة| حضرموت
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
تشهد محافظة حضرموت تحديات متصاعدة مع بروز تشكيلات عسكرية ذات طابع قبلي خارج الأطر القانونية، وهو مسار يثير قلق الأوساط المجتمعية لما يحمله من مخاطر على وحدة الصف والاستقرار المحلي.
إن هذا المسار، الذي يُقدم أحياناً تحت ذريعة تعزيز الأمن، يزيد في حقيقة الأمر من فتح أبواب الانقسام على مصراعيها، وتهديد السلم الاجتماعي الهش، ومضاعفة الأعباء الأمنية التي تثقل كاهل المحافظة، بل وقد يخدم مصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة لأبناء حضرموت.
حضرموت، بتاريخها العريق ومكانتها الاستراتيجية، بحاجة ماسة إلى تماسك الصفوف، وتعزيز وحدة الكلمة، والابتعاد عن أي مظهر من مظاهر العسكرة غير المنضبطة التي لا تخدم الاستقرار ولا تدفع عجلة التنمية إلى الأمام. فالتحديات الحقيقية التي تواجه المجتمع الحضرمي اليوم ليست في إنشاء جبهات أو ألوية عسكرية جديدة، بل تكمن في كيفية تأمين الحياة اليومية للمواطن البسيط.
إن الأولوية القصوى يجب أن تكون لتوفير الوقود والطاقة، وضمان استمرار الخدمات الأساسية التي تتردى يوماً بعد يوم. كما أن حضرموت بحاجة ماسة للتحول من دائرة الإغاثة المستمرة إلى مسار التعافي الاقتصادي الحقيقي، وتوجيه الأنظار إليها كواحة أمن واستقرار، وبيئة جاذبة للاستثمار الداخلي والخارجي، لا كساحة لتصفية الحسابات أو فرض النفوذ.
ومن المفارقات المؤلمة أن المحافظة تعاني في الوقت ذاته من تضخم كبير في القوى العاملة ببعض القطاعات، كالتعليم، مما أثقل كاهل الموارد المحلية. هذه الموارد التي باتت شحيحة أصلاً، خاصة بعد الحصار على المحروقات التي كانت تشكل رافداً مهماً لمشاريع السلطة المحلية التنموية. فكيف بإضافة أعباء تجنيد قبلي جديد على موازنة المحافظة مستقبلاً، وحضرموت في غنى تام عنه؟ أليس من الأجدى والأولى أن توجه أي مبالغ مركزية إضافية نحو جوانب تنموية حقيقية تصب في صالح المحافظة وأبنائها؟
إن رهان حضرموت يجب أن يكون على التنمية والبناء، على تعزيز الشراكة الحقيقية بين المجتمع والسلطات، وعلى استثمار موارد المحافظة الغنية فيما يحقق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المنشود.
إن رص الصفوف ووضع الأولويات في مسارها الصحيح هو الضمان الوحيد لتجاوز الأزمات. فحضرموت، متى ما توحدت كلمتها وتضافرت جهود أبنائها، قادرة على مواجهة التحديات، وصناعة نموذج مختلف يلبي تطلعات أبنائها في الأمن والعيش الكريم، بعيداً عن صراعات لا طائل منها سوى المزيد من التشرذم والضياع.
30 سبتمبر، 2025
24 سبتمبر، 2025
14 سبتمبر، 2025
8 سبتمبر، 2025
1 سبتمبر، 2025
17 أغسطس، 2025
9 أغسطس، 2025
6 أغسطس، 2025
2 أغسطس، 2025
1 أغسطس، 2025
1 يوليو، 2025
30 يونيو، 2025
23 يونيو، 2025