الثلاثاء , 1 يوليو 2025
شبوة_حرة
الثلاثاء 1 يوليو 2025م
خاض المجلس الانتقالي الجنوبي، طوال سنوات، حربًا مفتوحة لم تكن معلنة بالكامل، لكنها كانت الأشد خطورة، لأنها شُنت عليه من داخل مؤسسات وتجهزة الحكومة الشرعية . هذه الحرب الحرب كانت خطة متكاملة صِيغت في الغرف المغلقة، ونُفذت على الأرض بأدوات الإرهاب.
أطراف نافذة داخل مؤسسة الشرعية الرئاسة، والحكومة، تولّت إدارة هذه الحرب بصمت، استخدمت أجهزة الدولة كغطاء، وحولت بعض الوزارات إلى غرف عمليات متقدمة، وأطلقت العنان لشبكات التفخيخ، والعبوات اللاصقة، والكاتمات التي حصدت أرواح قادة عسكريين ومدنيين واعلاميين ونشطاء ورجال دين جنوبيين .
هذه الحرب تغذت من تحالف الشر الحوثي الاخواني ، وتحت عين رعاية رسمية خفية. المليشيات الحوثية قدمت الدعم التقني والمادي ، بينما تولى جناح الإخوان داخل الشرعية مهمة التوجيه والتمويل والتغطية السياسية والتضليل والتشكيك والتبرير ، على امل ان تبدو تلك العمليات الارهابية وكأنها حوادث عرضية أو صراعات ، لكن الحقيقة تجلت بأنها كانت حرب استنزاف ارهابي دموي ضد المجلس الانتقالي ومشروعه الجنوبي.
استُهدفت محافظات الجنوب وتحديدا العاصمة عدن وحيث سيطرة القوات المسلحة الجنوبية بعبوات ناسفة، ومفخخات، واغتيالات واسعة، كانت تُنفذ بدقة عسكرية، بهدف ان يُطوى ملفها تحت مسمى “الفاعل مجهول”، ليسهل استخدامها اعلاميا ودعائيا في اضعاف ثقة المواطن الجنوبي بقواته الامنية بل وفي ايصاله الى الشك والارتياب منها وكادت ان تحقق هدف ضرب الجبهة الداخلية الجنوبية ، لولا صبر وصمود ويقظة القوات المسلحة الجنوبية، التي تحرّكت بوعي واحتراف، واستطاعت تفكيك خلايا واحدة بعد اخرى كشبكة الارهابي امجد خالد ، وضرب أوكار التفخيخ، وتوجيه ضربات استباقية أربكت مراكز القرار التي كانت تدير هذه الحرب من خلف الستار.
كل ضربة نفذتها القوات الجنوبية كشفت طبقة جديدة من التواطؤ داخل مؤسساط واجهزة حكومات الشرعية ، وفضحت حجم التنسيق بين اطراف مليشاوية يفترض أنها على عداء كالحوثيين والإخوان، والذين التقوا جميعًا على هدف واحد: كسر المجلس الانتقالي وإضعاف الجنوب شعبا وقضية وقوات مسلحة .
ان اعلان اللجنة الامنية العليا عن تفكيك واحدة من اخطر الخلايا الارهابية ” خلية امجد خالد” تحمل دلالات كثيرة ليس اهمها انكشاف وانفضاح المخططات وتساقط الخلايا لان اسدال الستار عن الغرف الارهابية المغلقة لا يتم فقط بطي صفحة الاداة الارهابية امجد خالد . الدلالة الاهم هي حقيقة ان الجنوب لم يعد ساحة ضعيفة يمكن تقسيمها الى مربعات كل مربع يكون مذبح لناس الجنوب وقادته . فالقوات المسلحة الجنوبية الامنية والعسكرية لم تكتفِ بالدفاع، بل خاضت معركة وعي وقرار وايمان وقناعة بالنصر او الشهادة كي يحيا الشعب بأمان ، أعادت فيها ضبط المشهد، وحددت العدو بوضوح طالته الى اوكاره و مخابئة العميقة والمتغطية بلبوس مخادع ، وأعادت بناء منظومة أمنية تعرف تمامًا أن من يقتل في الظلام، غالبًا ما يرتدي بزة رسمية في النهار.
هذه الحرب لم تنته فما زالت خيوطها تحاول اليوم إعادة التمدد بصور ناعمة ، أو عبر تحريك خلايا خاملة تنشط عند الحاجة .خلايا يكشف راسها المغطى اعلامها المصاحب لتحركاتها كخلية “ساعة الصفر ” بمسجد عمر بن الخطاب في المنصورة التي كادت ان تنتقل الى الخطوة قبل الاخيرة وفي توقيت ما قبل ساعة الصفر من خلال تأليب لحظي للراي العام ضد رجال الامن لكن ولسوء حظ هذه الخلية ولحسن حظ المحروسة عدن واهلها ورجال امنها تكشفت الحقائق بسرعة واتضحت الصورة ودخلت ادلة الاشتباه بشكل متهور ومباشر. ففي غضون ثلاث ساعات اصدرت جماعة الاخوان والحوثي وتنظيم القاعدة بيانات تضامن مع الخلية فيما اكدت منصة الارهابي عادل الحسني وقناة المسيرة الحوثية المؤكد وقطع الشك باليقين .
المشهد تغيّر جذريًا. فكل خلية تُكتشف، وكل عملية تُجهض، تمثل صفعة جديدة على وجه مشروع ارهابي ظنّ أنه قادر على اغتيال قضية، وتفخيخ إرادة، وقتل وطن.
إن ما أفشل مشروع الإرهاب الموجه ضد الجنوب وشعبه وقواته المسلحة ومجلسه الانتقالي المموّل، ليس فقط السلاح، بل صبر الشعب وبصيرة القيادة وشجاعة رجال الامن والجيش ، والقدرة على كشف العدو، حتى وإن لبس قناع الدولة، أو تحدث بلغة السياسة.
30 يونيو، 2025
28 يونيو، 2025
28 يونيو، 2025
26 يونيو، 2025
26 يونيو، 2025
25 يونيو، 2025
23 يونيو، 2025
23 يونيو، 2025
19 يونيو، 2025
19 يونيو، 2025
16 يونيو، 2025
16 يونيو، 2025
16 يونيو، 2025