أنت هنا :الرئيسية » أخبار الرياضة » مودريتش يودّع ريال مدريد رسميًا بعد 13 عامًا من المجد والذهب

مودريتش يودّع ريال مدريد رسميًا بعد 13 عامًا من المجد والذهب

نشرت بواسطة :alinews كتب في : 23 مايو، 2025 في أخبار الرياضة 0

شبوة_حرة

الجمعة 23 مايو 2025

في لحظة مشبعة بالمشاعر والرمزية، أعلن النجم الكرواتي لوكا مودريتش عن نهاية رحلته الاستثنائية مع ريال مدريد، ليطوي بذلك فصلًا من أنقى فصول كرة القدم الحديثة، بعد ثلاثة عشر عامًا من العطاء الخالص الذي قل نظيره. لاعب الوسط الذي أتى إلى العاصمة الإسبانية في صيف 2012 قادمًا من توتنهام، لم يكن يحمل حينها سوى موهبة صامتة وقلب مقاتل، لكنه رحل اليوم محمّلًا بتاريخ من الذهب والوفاء والدهشة.

مودريتش لم يكن مجرد اسم في تشكيلة الفريق، بل كان قلبًا نابضًا في خط وسط صنع المجد مرارًا وتكرارًا. خلال مسيرته مع الريال، خاض 590 مباراة، سجل 43 هدفًا، وصنع 28 لقبًا، بينها ست بطولات دوري أبطال أوروبا وأربعة ألقاب دوري إسباني، وأكثر من ذلك، صنع نموذجًا فريدًا للاعب الذي ينتصر بفكره ورؤيته وأناقة قراراته. لم يكن صاخبًا، لم يكن مثيرًا للجدل، لكنه كان حاضرًا دومًا حين تتطلب اللحظة عقلًا باردًا ورئة لا تهتز.

أعلن مودريتش أن مباراته الأخيرة على ملعب سانتياغو برنابيو ستكون ضد ريال سوسييداد، واختار إنستغرام ليودّع الجمهور الذي طالما هتف باسمه. كتب كلماته بلغة الوداع، لكن وقعها كان أكبر من مجرد منشور؛ كان أشبه بصفحة تطوى من كتاب أسطوري. قال إنه سيرحل بقلبٍ ممتلئ بالفخر والامتنان والذكريات، والحقيقة أن من يجب أن يشعر بالامتنان هو جمهور الريال، لأنه عاش زمناً كان فيه لوكا أحد أبطاله المخلصين.

ورغم بلوغه التاسعة والثلاثين، فإن اللاعب الذي حطم التوقعات لا يخطط للتوقف. عينه ما زالت على كأس العالم 2026، وجسده يشهد على التزام قلّ أن يوجد في هذه الحقبة. العروض تنهال من دوريات مختلفة، بينها الدوري الأمريكي، والدوري الإيطالي، والعروض الخليجية، لكنه لم يحسم أمره. ذلك لأن مودريتش لا يقرر تحت ضغط، بل حين يشعر أن الوقت قد حان لفصل جديد.

ربما لن نجد قريبًا لاعبًا مثله، من أولئك الذين لا يحتاجون إلى صخب ليصنعوا المجد، ولا إلى عناوين نارية كي يخلدهم التاريخ. سيبقى مودريتش علامة فارقة في تاريخ ريال مدريد، لا فقط بأرقامه، بل بأناقته الكروية، بروحه التي زرعها في وسط الميدان، وبتلك الابتسامة التي لم تغب حتى في أصعب اللحظات.

برحيله، يغلق ريال مدريد صفحة من صفحات جيله الذهبي، لكن أثر مودريتش سيبقى خالدًا في ذاكرة كل مدريديستا، وكل عاشق لكرة القدم الجميلة. لقد رحل، لكن الأسطورة باقية.

مشــــاركـــة

الوسوم