الأربعاء , 12 مارس 2025
شبوة_حرة | مقالات رأي
الثلاثاء 11 مارس 2025م
كتب / وضاح بن عطية
منذ انقلاب الحوثة وسطوتهم على الدولة اليمنية عام 2014، يحاولون خداع الشعب بالوطنية والنزاهة وشعارات براقة تدّعي مقاومة “أعداء الأمة” والاستقلال الوطني، لكن واقع ممارساتهم يكشف أنهم مجرد أداة لتنفيذ أجندات إيران في اليمن والمنطقة. وبينما يرفعون شعارات العروبة والإسلام والسيادة، فإنهم يغرقون اليمن في الحروب، ويقمعون الشعب، ويدمرون الاقتصاد، ويخدمون طهران على حساب مصالح اليمنيين والعرب.
يرفع الحوثيون من أول ظهورهم شعار “الموت لأمريكا وإسرائيل”، لكنهم لم يقتلوا إسرائيليًا واحدًا، ولم يشتبكوا مع القوات الأمريكية في أي مواجهة حقيقية. وفي المقابل، حوّلوا اليمن إلى ساحة حرب، وقتلوا عشرات الآلاف من أبناء شعبهم، واحتلوا المدن، وحاصروا الملايين، وقمعوا المعارضين، في حين أنهم ينفذون أجندة إيران وما يخدم ملفها النووي وتوسعها خطوة بخطوة .
يصف الحوثيون السعودية في إعلامهم بأنها “قرن الشيطان”، ويعتبرونها العدو الأول لليمن، ومع ذلك يطالبونها بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم. وبينما قدمت السعودية والإمارات عشرات المليارات من الدولارات لدعم مشاريع التنمية والإغاثة، يستمر الحوثيون في شيطنتهم، في حين أنهم يثنون على إيران التي لم تقدم شيئًا لليمن سوى السلاح والمخدرات والدمار .
يدّعي الحوثيون أنهم حركة يمنية عربية إسلامية، لكنهم في الحقيقة توابع للحرس الثوري الإيراني، وينفذون أجندته بالكامل. يتحدثون عن القيم العربية، بينما يعملون على تفكيك النسيج العربي لصالح المشروع الإيراني، ويستخدمون الدين كغطاء لتنفيذ مخططات طهران الطائفية التوسعية .
يروج الحوثيون أنفسهم كمقاومين للهيمنة الأجنبية، لكنهم أكثر المليشيا تبعيةً لإيران، حيث يتلقون الدعم العسكري والتقني والتوجيهات من طهران، ويرفعون شعاراتها، ويخضعون لقياداتها. هذه التبعية جعلت اليمن ساحة لحروب الوكالة، وأدخلت البلاد في صراع لا يخدم إلا مصالح إيران .
يدّعي الحوثيون أنهم يقاتلون لتحقيق العدالة الاجتماعية، لكنهم في الواقع يرسخون الطبقية والتمييز في أعمق صورة، حيث يمنحون الامتيازات لسلالات محددة ثم لأتباعهم، ويقصون الكوادر الأخرى والمعارضين، وينهبون موارد الدولة، بينما يفرضون الجبايات الثقيلة على المواطنين والتجار لتمويل حروبهم التي لا تنتهي .
يقدم الحوثيون أنفسهم كحركة ثورية ضد الفساد والاستبداد، لكنهم أسوأ من الأنظمة التي عارضوها، إذ يعتمدون القمع كسياسة أساسية، ويسجنون الصحفيين والنشطاء، ويمنعون أي شكل من أشكال المعارضة، بينما يرسخون حكمًا دكتاتوريًا فرديًا يعتمد على الولاء الطائفي السلالي .
يتباكى الحوثيون على الوضع الإنساني في اليمن، لكنهم أول من يستغل المساعدات الدولية، حيث ينهبونها ويوزعونها على مقاتليهم، أو يبيعونها في السوق السوداء. كما يمنعون وصول المساعدات إلى المحتاجين الحقيقيين، ويستخدمون التجويع كسلاح لإخضاع السكان .
فيما يزعم الحوثيون أنهم يسعون لتحسين الاقتصاد، فإنهم في الواقع يدمرونه. فهم يفرضون الضرائب والجبايات القسرية، ويحتكرون التجارة، ويمنعون الاستثمار، ويهربون الأموال إلى الخارج، مما تسبب في الركود والافلاس ارتفاع الأسعار وتدمير العملة، بينما يعيش قادتهم حياة الرفاهية على حساب معاناة الشعب .
كلما تزايد الضغط عليهم، يلجأ الحوثيون إلى فبركة قصص عن “الجواسيس” و”العملاء”، ويبثون اعترافات كاذبة تحت التعذيب، لتخويف وارعاب الشعب، وإسكاته. هذه الدعاية المكثفة تهدف إلى التغطية على فسادهم وفشلهم في إدارة البلاد وجرها إلى الوراء والمجاعة .
يدّعي الحوثيون دعمهم للقضية الجنوبية، لكنهم أول من اجتاح الجنوب عام 2015، وقتلوا عشرات الآلاف وارتكبوا فيه جرائم بشعة، ولا يزالون يهددون ويهاجمون محافظاته ومناطقه في أكثر من 37 جبهة قتالية . هذا التناقض يكشف أن هدفهم ليس دعم أي قضية وطنية عادلة، بل تمويه لتحقيق أجندتهم التوسعية .
منذ تأسيس حركتهم، اشتهر الحوثيون بنقض المواثيق والعهود التي يوقعونها مع خصومهم وحتى مع حلفائهم المؤقتين. فالحركة، التي تُعد امتدادًا للدولة الهادوية، تواصل اتباع نهج الغدر ونقض الاتفاقات. بدءًا من نقضهم لمواثيق دماج، مرورًا بعدم الوفاء بالاتفاقات التي أبرموها للحفاظ على الحدود السعودية، وخرقهم لاتفاقات مع اللقاء المشترك ومع الرئيس هادي وعلي عبدالله صالح، وصولاً إلى تعديهم على التفاهمات مع القبائل والمجتمع الدولي. وتعهداتهم الزائفة حول الجنوب هذه السلسلة من الانتهاكات تظهر بوضوح أن الحوثيين لا يلتزمون بأي مبدأ أو اتفاق طالما لا يخدم مصالحهم الضيقة، مما يعكس طبيعة الحركة الميليشياوية التي تفتقر إلى أي مصداقية أو وفاء بالعهود وعلى ذلك فإن أي حديث منهم عن السلام فهو إما للخداع أو لشراء الوقت .
الخلاصة : الحوثيون مشروع طائفي يدمر اليمن ويزعزع أمن المنطقة وكل هذه التناقضات تثبت أن الحوثيين ليسوا حركة تحرر وطني، بل ميليشيا طائفية تابعة لإيران، لا تسعى إلا للسطو والسلطة، ولو على حساب دمار اليمن الأرض والإنسان. وبينما يحاولون تزييف الواقع، فإن أغلب الشعب اليمني يدرك حقيقتهم، ويعرف أن الخلاص منهم هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد والمنطقة .
12 مارس، 2025
9 مارس، 2025
9 مارس، 2025
7 مارس، 2025
5 مارس، 2025
2 مارس، 2025
2 مارس، 2025
2 مارس، 2025
26 فبراير، 2025
25 فبراير، 2025
25 فبراير، 2025
23 فبراير، 2025
22 فبراير، 2025