الإثنين , 25 نوفمبر 2024
شبوة_حرة | مقالات رأي
الأحد 13 أكتوبر 2024م
بقلم / ارسلان السليماني ✍🏼
لعبت العقلية القومية العربية، التي تجسدت في شخصيات مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين ومعمر القذافي، دورًا كبيرًا في تشكيل مواقف الدول العربية تجاه العديد من القضايا، وأبرزها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. كانت هذه العقلية تصر على تصوير هذا الصراع على أنه صراع عربي-إسرائيلي شامل، في وقت كان يمكن فيه السعي لتحقيق السلام واستقرار المنطقة العربية. في المقابل، اختلف نهج الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، الذي اتخذ خطوة جريئة نحو السلام مع إسرائيل رغم أنه انتصر في حرب 1973، مؤكدًا أن تحقيق السلام لا يعني بالضرورة التخلي عن المبادئ الوطنية.
تبعات العقلية القومية على الشعوب العربية
أدت هذه العقلية القومية، التي اعتمدت على شعارات الوحدة العربية والقوة الجماعية، إلى حرمان الشعوب من التمتع بحياة مستقرة ومستقبل آمن. بل أكثر من ذلك، فإن هذه العقلية أسهمت في انتشار الأيديولوجيات السياسية المتطرفة والابتزاز السياسي باستخدام الدين، حيث ظهرت جماعات متطرفة مثل التنظيمات الإرهابية المدعومة من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل تيار الإسلام السياسي. هذه الجماعات كانت أدوات لتبرير العنف والدمار تحت ستار الدفاع عن الاسلام والدين والقضايا العربية والإسلامية.
السلام مع إسرائيل
في رأيًي الشخصي لإنني من دعاة السلام، ولو مع إسرائيل، وليس عيبًا أن يكون السلام مع إسرائيل طالما أنه سيحقق لنا العيش الكريم والأمن والاستقرار في بلادنا لقد عانت بلادنا من ويلات العنف والصراعات التي طمست هويتها وقتلت أبنائها بفتاوى تكفير، مثل فتوى عبد الوهاب الديلمي والزنداني، وكذلك بسبب تداعيات ثورات الربيع العربي، وصعود مليشيات الحوثي، والجماعات الإسلامية المتطرفة، مثل القاعدة وداعش. كل هذه العوامل أدت إلى تدهور الأوضاع في البلاد، مما يجعل السلام خيارًا ضروريًا للعيش بكرامة وأمان.
أثر العقلية القومية على دول الجنوب العربي كبير جدا حيث كانت دولة اليمن الجنوبي ، التي كانت تُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، من بين الدول التي تضررت من هذه العقلية القومية. دخلت اليمن الجنوبية في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية تحت تأثير هذا الفكر القومي الذي كان يسعى إلى توحيد الأراضي العربية بأي ثمن. لكن هذه الوحدة لم تجلب الاستقرار لليمن، بل ساهمت في تعميق الانقسامات والصراعات بين الجنوب والشمال التي لا تزال البلاد تعاني منها حتى اليوم.
العقلية القومية ونتائجها المدمرة في الوقت الحاضر
العقلية القومية العربية، كما جسدها قادة مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين، كانت تتمحور حول فكرة أن الأرض العربية يجب أن تكون واحدة، وأن الوحدة القومية هي الهدف الأعلى. لكن في الواقع، لم تجلب هذه السياسات سوى المزيد من الحروب والدمار، حيث تم التضحية بمستقبل الشعوب من أجل تحقيق أهداف سياسية لا تراعي مصالح الأفراد.
السلام كخيار استراتيجي
من الضروري اليوم أن نتبنى مفهومًا جديدًا للسلام، حتى مع إسرائيل. السلام ليس عيبًا، بل هو طريق نحو التنمية والاستقرار. تجربة الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع السلام مع إسرائيل أثبتت أن الحلول الدبلوماسية يمكن أن تحقق نتائج إيجابية للشعوب، بدلًا من الوقوع في فخ الشعارات القومية التي أثبتت فشلها على مر السنين.
إن مراجعة التاريخ العربي الحديث تُظهر بوضوح أن العقلية القومية المتطرفة لم تجلب سوى الدمار والانقسامات. اليوم، يجب أن تكون الأولوية لتحقيق السلام والتنمية، والتخلص من الأيديولوجيات المتطرفة التي تستغل الدين والسياسة لأغراض تخريبية. علينا أن نسعى للسلام مع كل من يمد يده له، حتى لو كان مع إسرائيل، من أجل مستقبل أفضل للشعوب العربية.
22 نوفمبر، 2024
20 نوفمبر، 2024
19 نوفمبر، 2024
18 نوفمبر، 2024
11 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
7 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
5 نوفمبر، 2024
3 نوفمبر، 2024
31 أكتوبر، 2024